كيف تعرفين أن طفلك مصاب باليرقان (الصفار)؟
يُصاب عددٌ كبير من الأطفال بمرض اليرقان (الصفار) فتقع الأسرة في مأزق، لأنهم لا يعرفون، كيف يتعاملون مع هذا المرض، وما هي أسبابه، وطرق الوقاية والعلاج منه، وهنا نقدِّم كل شيء عن هذا المرض.
* ما هو الصفار عند الولادة؟
- الصفار هو ارتفاع في كمية مادة في دم الطفل تسمى (البليروبين) والصفراء وهي مادة صفراء.
* إذا ما هو البليروبين؟
- البليروبين مادة ينتجها جسم الإنسان بشكل طبيعي من تحطم الكريات الحمراء ثم يقوم الكبد بالتقاط هذه المادة وطرحها عن طريق البراز وخلال هذه العملية الطبيعية تكون قيم بليروبين الدم عند الطفل ضمن الحدود الطبيعية ولا يظهر اللون الأصفر على الطفل.
تصاب نسبة كبيرة من الأطفال حديثي الولادة باصفرار في لون الجلد والعينين ويُسمى الصفار، وإن كان في بعض البلدان يسمونه اليرقان.
هذا الصفار عادة يظهر بعد يوم من الولادة وعادة يكون في اليوم الثاني أو الثالث أو الرابع. لا يظهر في اليوم الأول.. ولكن إن ظهر فيجب إبقاء الطفل في المستشفى لأخذ الإجراءات اللازمة وتحديد سبب الظهور للصفار في اليوم الأول ويجب علاج أسبابه.
* ما هي أسباب الصفار؟
- أسباب الصفار كثيرة أهمها:
صفار فسيولوجي وهي أكثرها سبباً والسبب عدم نضج الكبد عند الطفل بحيث لا يستطيع التخلص من كمية البيليروبين الزائد في الدم كذلك زيادة إنتاج البيليروبين في هذه الفترة من حياة الطفل نتيجة زيادة الهيموجلوبين عند الولادة وزيادة امتصاص البيليروبين إلى ظهور اللون الأصفر في الجلد والعينين.
- حليب الأم يسبب أحياناً زيادة نسبة الصفار وذلك أن حليب الأم يزيد من امتصاص الصفار من الأمعاء وإرجاعه إلى الدم.
- وجود تجمع دموي في الرأس أو الجلد نتيجة تعسر الولادة.
- أسباب أخرى مرضية منها لها علاقة بأمراض الدم كأنيميا الفولية وعيوب بخلايا كريات الدم الحمراء.
- أسباب نادرة لها علاقة بالكبد.
* كيف يتم معرفة الصفار عند المواليد؟
- يلاحظ تحول لون الطفل من لونه الطبيعي المائل للحمرة إلى صفار قليل ويمكن ملاحظته أكثر بالضغط قليلاً على الأنف أو جلد الصدر ليلاحظ الصفار.
- أول ما يظهر اللون الأصفر على وجه الطفل والعينين ثم يتجه ظهور اللون الأصفر نحو الأسفل نحو الصدر ثم البطن وأخيراً بالقدمين.
* ما هي خطورة اليرقان على الطفل حديث الولادة:
- أكثر حالات الصفار عند الأطفال حديثي الولادة هي حالات سليمة وتزول تلقائياً ولكن أحياناً إذا حدث ارتفاع شديد في كمية البيلروين يمكن أن يكون الصفار خطيراً جداً يؤدي إلى تراكم هذه المادة في دماغ الطفل وتأذي الدماغ وإصابة الطفل بحالة خطيرة تسمى اليرقان النووي وقد يصاب نتيجة لذلك بالتخلف العقلي والشلل الحركي لا قدر الله.
* متى يصبح الصفار خطراً؟
- ذلك يعتمد على كمية المادة الصفراء في الدم أو البيلروين التي يصبح عندها الطفل، وذلك حسب وزن وعمر الطفل ووجود حالة مرضية معينة لديه ويتم تحديد كمية الصفار من خلال معايرة هذه المادة بأخذ عينة من دم الطفل وأفضل طريقة يلجأ إليها الأهل هي زيارة الطبيب أو هو الذي يقرر حاجة الطفل لأي إجراء مثل هذا.
* ما هو العلاج للصفار؟
- من المفترض عدم مناقشة هذا الموضوع إلا مع ذوي الاختصاص ولكن لإعطاء الأهل فكرة مبسطة:
- أولاً يعتمد العلاج على كمية الصفار فإذا كانت كمية الصفار بسيطة ومستواها ضئيلاً فلا يحتاج إلى علاج ولكن يحتاج المراجعة لمعرفة مستوى الصفار فيما بعد وعادة بعد 24 ساعة من أول تحليل.
- إذا كان المستوى عالياً نسبياً عندها يجب وقف الرضاعة الطبيعية لما سبق ذكره والبدء بالعلاج الضوئي الخاص بالصفار والموجود فقط بالمستشفيات.
- إذا كان المستوى عالياً جداً عندها يجب تغيير دم الطفل.
* ما هي لحمية الأطفال؟
- من المهم جداً التفريق بين اللحمية عند الأطفال ولحميات الأنف والجيوب الأنفية التي يصاب بها البالغون في حالات مثل الحساسية.
ولحمية الأطفال هي عبارة عن تجمع للأنسجة اللمفاوية في المنطقة الواقعة خلف الأنف مباشرة (وليست داخل الأنف) وهي موجودة بشكل طبيعي عند جميع الأطفال منذ الولادة وقد يزداد حجمها من بعد السنة الأولى إلى سن 4 سنوات ولها أهمية كبيرة في مكافحة الميكروبات والمساهمة في مناعة الجسم (مثل اللوزتين)، ووجود اللحمية بحد ذاته ليس هو المرض ولكن تضخمها أو تعرضها للالتهاب المزمن هو المشكلة الحقيقية. عندما تتضخم اللحمية عند الأطفال ينسد مجرى التنفس الطبيعي من الأنف ويضطر الطفل إلى التنفس طوال الوقت من فمه وقد يؤدي ذلك لتغيّر في معالم الطفل (بروز الأسنان - قصر الشفة العليا - ضمور الوجنتين)، كما أنها تسبّب الشخير نتيجة تضييق مجرى التنفس، ويمكن اعتبار تضخم اللحمية واللوزتين أهم سبب للتشخير عند الأطفال. يؤدي انسداد مجرى التنفس من الأنف عند الطفل إلى عدم تحمله للمجهود كالركض أو اللعب وقلة نشاطه وتركيزه وفي حال كانت اللحمية مصابة بالتهاب مزمن تكون الأعراض إفرازات مستمرة من الأنف أو انسداد الأنف وقد تكون مصحوبة بالتهابات متكررة في الأذن.
علاج تضخم اللحمية أو الالتهاب المزمن هو الاستئصال ولكن إذا كانت حالة الطفل تستدعي ذلك فعلاً فكثير من الأطفال تتحسن حالتهم مع مرور الوقت لأن اللحمية تبدأ بالانكماش مع زيادة عمر الطفل.