أحسست أن حبري هو من خط تلك العبارة.....وأبحرت بي معانيها إلى أعماق نفسي التي خبئت الذكرى الأليمة
والى جدار القلب الذي أصبح كسبورة سوداء تحمل بياض اصدق العبارات التي سمعتها وحفظتها ويختبئ في سوادها عباراتك أنت فقط لأنها لم تكتب إلا بسواد كذبك ....وامسك بذكرى تحاول أن تهرب مني لأجعلها حبر سحري أصبها على عبارتك التي توجت بها ليلة فرحي ولم تكن إلا إجابة ماكرة على سؤالي البريء الذي لم اقصد منه إلا أن اكسب الزمن لصالحي و أقاوم هجومك...وكان السؤال وبكل بساطة وبعدما أصبحت بين يديك ماذا أنا بالنسبة لك...!!؟؟
وعبثا أحوال أن اجمع خيوط الحقيقة ..من إجابتك الساحرة
أجبتني. انك نهاية الحلم ...,انه لا حلم بعدك....لالا بل انك استطردت وقلت أنت اكبر من حلمي.!!...لم أكن أجرؤ لأحلم بامرأة مثلك.....!! كانت أجباتك تسرع بخطاي نحو الحلم الذي أصبح اقرب من أنفاسي....وكان ذلك الوعد (بأن الندم لن يعرف طريقا إليك يوما)...قلادة من نور زينة صدري...!! ولم تفعل شي إلا انك أيقظت تلك الأميرة النائمة في أعماقي ..وجعلتها تختال في مملكة شيدتها في لحظات منسية ...ولم تحدثني طويلا إلا انك أطلقت سراح كل كلمات العشق....!! وغدت الدنيا صغيرة على كفي احملها...!!
وتتلألأ في عينيك شموخ الجبال ....وعلى صدرك أوسمة الأبطال....وكسرت تحت أقدامك الأقفال...وقبل أن يهرب مني الليل....رجوت قمره أن يعكس على وجه ...صورة الفارس النبيل الذي خطفني في أجمل رحلة حب...!!
وما أن طرقت خيوط الشمس الأولى نافذة غرفتي حتى كانت الحقيقة تتوسد غطائي ....و أقاوم حلمي النائم في عيني....وأتعثر في بقايا عطري ...وابحث عنك في كل مكان حتى في ملامح وجهي ...وأجرى هنا وهناك وحطامي يجري خلفي واصرخ في زوايا الغرفة....أين هو ؟؟...أين اختبئ....قلبي..؟؟
واركض في شوارع المدينة الخائنة التي أهدتني النجوم ليلا وسرقتها مني صباحا.....واسأل عنك وجوه الناس...
ولا احد يجيب....وأقول لهم انظروا إلى عيناي فمازلت تحتضن بقايا وجهه.....!! هل رأيتموه....؟؟!!
هل مر بكم فرحي الذي لم يكتمل ..هل رسم ظله وجهي على الطرقات..!! ؟؟ هل شممتم رائحة عطري التي تعلقت بأطراف ثوبه...؟؟!!
وتنقسم أمام خطواتي المتعبة الدروب....ويبتلع الضباب الأمل....لأعود وحيدة إلا من جثة الفرحة المذبوحة أجرها خلف ظلي المنتحب على الطريق....اسحبها فوق أشواك الفراق...!!!
ومن بين الضلوع تخرج صرخة تبدد صمت المكان....وتطرق أبواب النسيان....!!
واراك تسقط مع تلك الدمعة المضيئة ..وتستقبلك نيران أخر تنهيدة.....!!!
ويكتب رمادك .... أنا امرأة لا تنحني أبدا لتلتقط ما سقط من عينها