قصة حزينة جدااااااااا

استيقظت
هذا الصباح على غير عادةً مني في وقت مبكر بعض الشئ ..يعني الساعة12:00
ظهراً..في رمضان نسهر حتى ساعات الصباح الاولى..لا اقول اني اشاهد
التلفزيون.. او

العب الورق مع الشلة..انا بصراحة لا احب هذا ولا
ذاك..بالنسبة للتلفزيون لم يعد هناك ما يستحق المشاهدة اللهم البرامج
الدينية والثقافية والعلميةوالرياضية..هذا موضوع طويل ويستحق

عدة
مقالات..وقد يكون الخوض فيه مملاً.. بالنسبة للورق هو هدر للوقت والعقل في
غير طائل لذلك تركته ايضاً..انا بصراحة بعد ان اؤدي صلاة التراويح في
المسجد تكون معي

العدة..عدة الصيد اذهب الى البحر..هذا الصديق الودود الذي
اناجي ربي قربه واناجيه ..وارجع آخر الليل ومعي اسماكاً لذيذة من ما
اصطادته يداي وعلى فكرة اجمل و الذ الاسماك هي

ما تصطاده . أحياناً وانت
تجلس على البحر تتذكر اشياء واشياء منها السعيد ومنها الحزين..البارحة
تذكرت قصة ابكتني عند حدوثها وتركت اثرا في نفسي رغم اني غير معني
بابطالها

اعني هم ليسوا من اقاربي ولا من اصحابي..احد اصدقائي قصها علي
فابكتني و ابكت الكثيرين وها انا اسردها لكم..

انها
قصة حب قلما تحدث في هذا الزمن ..زمن السرعة وزمن المشاعر المعلبة..قصة
ابطالها شاب وفتاة احبا بعضهما البعض بشكل جنوني..الفتاة تقيم في بلدة
تبعد عن البلدة التي يقيم فيها

الشاب مسافة كبيرة حوالي مائة كيلو متر
..الذي جمعهما ان عمل الشاب في نفس المدينة التي تسكنها الفتاة او قل اهل
الفتاه..كانت جميلة جداً واسمها جميلة..اسم على مسمى..فتاة نشيطة

ترتاد
المدرسة الثانوية..همتها عالية ومجتهدة في دروسها..ولا هم لها الا
دراستها..لاحظت من يتبعها بنظراتة التي تحمل الكثير الكثير لتقوله..لكن
نحن في مجتمع محافظ لا يستطيع الشاب

ان ينبس ببنت شفة...فهو غريب عن هذه
البلدة ولا يضمن ان السيارة القادمة في الشارع وما اكثر السيارات ..لا
يضمن ان تكون احداها تحمل اخ او ابن عم لها ..هو لن يجازف ويكلمها

على
الاطلاق..لكن نظراته بكل ما يحمله لها من مشاعر هي رسوله الوحيد اليها..
بدأت تتفطن لوجوده ..عرفت انه يحمل لها مشاعر معينه..تتهامس مع صديقتها
الوحيدة عنه..وكيف انه

يرتبك في مشيته ان هي نظرت مباشرة الى
عينيه..احياناً يتأخر في الوصول الى المدرسة في توقيت الانصراف
للطلبة..تبحث عنه بعينيها الخضراوان..تصاب بالاحباط لم يأتي ..تطرق

وهي
تشعر بالاسى لقد اصبحت رؤيته شئ مهم بالنسبة اليها..فجأة يظهر من بين
الاشجار وقد احمر وجهه ونظراته تحمل الاعذار لتأخره..ايام الدراسة باتت
قليلة والامتحانات على

الابواب.ماذا ستفعل سينتهي العام الدراسي وتبدأ
العطلة الصيفية وما اطولها..فجأة توقفت امامه وقالت له "ما اسمك"ارتبك
وكاد يقع على الارض..لقد توقع أي شئ يحدث الا هذا "انا ..انا

اسمي عامر"
تبسمت وتابعت سيرها وظل واقفاً متسمراً في مكانه..

لم
يستطع ان يحدد كم من الوقت مر على وقوفه لكنه يقول"لم اشعر بالزمن.." في
تلك الليلة لم ينم ..شعر انه اسعد انسان على وجه الارض لقد قالت لها
زميلتها "لنمضي يا جميلة ..هناك

سيارة قادمة"شكراً لك ياصاحبتها..لقد
تلفظت باسمها..غداً سأقف في نفس المكان عسى ان تتوقف وتلقي علي التحية..في
اليوم التالي في نفس المكان توقفت جميلة وقالت له "عامر..ان

كنت صادقاً في
مشاعرك الحق بي لتعرف بيتنا..اريدك ان تدخل بيتنا من الباب وليس من
الشباك" شعر بالفرح الغامر ها هي جميلة تدعوه ليحضر اهله لخطبتها ..تبعها
عرف بيت اهلها

..رجع الى بلدته واخبر امه بأمره مع جميلة ..فرحت الام
..اخيراً قرر عامر الزواج..استدعت عمه واخبرته بخبر عامر المهم تم الاتفاق
على الذهاب الى اهل جميلة وخطبتها..خطب

عامر جميلة..بعد ذلك تم تحديد يوم
الزفاف..

وزفت
جميلة الى عامر..كان سعيدين بل اسعد زوجين..الكل يتحدث عن عامر
وجميلة..حملت جميلة واقترب موعد ولادتها ..في تلك الفترة بنى عامر بيتاً
جميلاً واراد ان يعمل حفلة للبيت

لكن امه قالت له"زوجتك يا بني في شهرها
الثامن ..انتظر حتى تضع مولودها..ثم نحتفل بالبيت وبالمولود معاً بناء
البيت لم يترك لك شيئاً.." فكر عامر في كلمات امه ووجد انها محقة

سأل
جميلة عن رأيها في الموضوع قالت" امك محقة..لنجعلها حفلة واحدة"استقر
الرأي على ذلك وبدأو في اختيار الاسماء والملابس للمولود ..هل سيكون ولداً
ام بنتاً ..ماذا نشتري هل

ملابس سمائية ام ملابس وردية "ليتك سمحت
للدكتورة ان تخبرنا عن جنس المولود"قالت جميلة وهي تنظر نظرة عتاب الى
عامر..رد عامر" لا اريد ان اعرف جنس طفلي..اريده

مفاجأة..اسأل الله ان
يرزقني جنين يتمتع بصحة جيدة..ولد ..بنت مش مهم المهم ان يكون خالي من
الامراض والاعاقات"..

احد
الايام قررا السفر الى اهل جميلة..كان يوما دافئاً والطريق شبه خالية من
السيارات ..الطريق الى مدينة اهل جميلة طويلة وتكثر بها المنعطفات الحادة
فالمنطقة جبلية وعرة..والطريق

تلتف حول هذه الجبال كثيراً وبزوايا حادة..
كانا يتحثان عن المولود ..هل سيشبه اباه ام امه..يتضاحكان..لكن القدر كان
له رأي آخر..فجأة في احد المنعطفات فاجأتهم سيارة مسرعة

وحدث الاصطدام.

كان
عنيفا..وقاسياً..الناس تجمعوا هل من مسعف..تطوع احد المارة قال انه يريد
ان يسعف لكن ليس لديه الا كرسي واحد..وضعوا معه عامر كانت السيارة متجهه
الى بلدة جميلة فتم

اسعافه الى المستشفى الذي في بلدة جميلة..بعد ذلك
بدقائق توفرت سيارة اخرى قامت باسعاف جميلة الى المدينة التي منها
عامر..وصلا الى المستشفى ..حالتهم خطيرة جروح حادة وكسور

متعددة..المرأة
حامل .قال احد الدكاتره..ان الجنين في خطر وقد يضطر الى جراحة قيصرية
فحالته حرجة..جميلة فاقدة للوعي..وكذلك عامر.. علم الاهل بالحادث توجه اهل
جميلة الى

بلدة عامر واهل عامر الى بلد جميلة..الكل ينتظر امام ابواب
المستشفى..قال اهل جميلة ان اضطر الدكتور الى التضحية بالجنين فليفعل ..ان
حياة جميلة اهم ..والجنين ستحمل غيره..وهم

في وسط هذا النقاش خرج عليهم
الدكتور ليخبرهم ان جميلة قد فارقت الحياة..وكذلك جنينها..في نفس الوقت
تلقى اهل عامر نفس الخبر من طبيبه هناك ..

مات
عامر..لطفك يارب انت ارحم الراحمين اللهم لا اعتراض هذه مشيئتك ونحن لها
مسلمون..قرر اهل جميلة دفن ابنتهم بجوارهم في البلدة وقرر اهل عامر دفنه
في بلدتهم..ما ابكاني فعلاً

هو انه في منتصف المسافة بين البلدتين وعلى
جسر يرتفع مئات الامتار عن الارض ..فوق هذا الجسر تقابلت الجنازتان..جنازة
عامر ذاهبين بها الى بلدته وجنازة جميلة وطفلها في احشائها

متوجهين بها
الى بلدتها ..انا متأكد ان ارواحهم قد تعانقت وبكت وتساءلت لماذا فرقونا ؟
لماذا لم يدفنوننا معاً ؟السنا اسرة ماتت وهي في قمة السعادة؟؟لكن ما
العمل هكذا اراد كبار الاسرتين

..وتلك هي ارادة الله ..السلام عليكم

منقول