يحكي أن رجلا من سكان الغابات كان في زيارة لصديق له بإحدى المدن المزدحمة،
وبينما كان سائرا معه في إحدى الشوارع التفت إليه وقال له
" إنني أسمع صوت إحدى الحشرات "
أجابه صديقه " كيف ؟ماذا تقول ؟ كيف تسمع صوت الحشرات وسط هذا الجو الصاخب ؟ "
قال له رجل الغابات " إنني أسمع صوتها .. وسأريك شيئا "
أخرج الرجل من جيبه قطع نقود معدنية ثم ألقاها على الأرض..
في الحال التفتت مجموعة كبيرة من الزائرين ليروا النقود الساقطة على الأرض
واصل رجل الغابات حديثه فقال
وسط الضجيج، لا ينتبه الناس إلا للصوت الذي ينسجم مع اهتماماتهم..
هؤلاء يهتمون بالمال لذا ينتبهون لصوت العملة، أما أنا فأهتم بالأشجار والحشرات التي تضرها
لذا يثير انتباهي صوتها
فـــلســــــفة نـــمــلـة
سأل سليمان الحكيم نملة : كم تأكلين في السنة؟؟؟؟
فأجابت النملة : ثلاث حبات
فأخذها ووضعها في علبة .. ووضع معها ثلاث حبات
ومرت السنة ..... ونظر سيدنا سليمان فوجدها قد أكلت حبة ونصف
فقال لها : كيف ذلك
قالت : عندما كنت حرّة طليقة كنت أعلم أن الله تعالى لن ينساني يوماً .. لكن بعد أن وضعتني في العلبة خشيت أن تنساني
فوفرت من أكلي للعام القادم
نجوم إستغنت عنها السماء
أب أختار البعد عن أبنائه وإضاعة وقته بين الشركات والأموال
والنساء واللهو فهو نجم إستغنت عنه السماء
أم ضحت بولدها لترضي ذاتها فقدمته هدية للخادمة
وإختارت سيدات المجتمع المخملي والنادي وعمليات التجميل
فهي نجمة إستغنت عنها السماء
أخ تسلط وتجبر بحق أهله وأخوته
وإختاررفاق السوء ليكونوا له خير أسرة
فهو نجم إستغنت عنه السماء
أخت ترفض الأستماع لنصيحة أمها
وتتطالب بكل جديد يخص الموضة
وجديد الأغاني فهي نجمة تخلت عنها السماء
زوج أرخص العشرة وباع الحب بلا ثمن
ترك خلف ظهره جراح تنزف دماً
فهو نجم تخلت عنها السماء
طالب رافق الفشل وتخلى عن الطموح
وصار يشكو قلة الحيلة ويبرر بشتى الطرق
ضعفه فهو نجم تخلت عنها السماء
طبيب باع الضمير بأبخس الاثمان
وأصبح يتاجر بشرف المهنة
فهو نجم تخلت عنه السماء
صديق غدر مرة وبطيبتك مسحت على غدره
بالتسامح ثم عاد وغدر بك حتى سقط من عينك
فهو نجم إستغنت عنه السماء
مــا أجـمــل الــقنــاعــة
في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل , عاشت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة . . ...
و مع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها , فاحتمى الجميع في منازلهم
أما الأرملة و الطفل فكان عليهم مواجهة موقف عصيب
نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة و اندسّ في أحضانها , لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقًا في البلل . . .
أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته و وضعته مائلاً على أحد الجدران , و خبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر
فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة و قد علت على وجهه ابتسامة الرضا
و قال لأمه : ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر ؟
لقد أحس الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء
ففي بيتهم باب
ما أجمل الرضا . . . إنه مصدر السعادة و هدوء البال , و وقاية من المرارة و
التمرد و الحقد