تطور الدراجه الناريه عبر العصور

تعتبر الدراجة النارية سلالة متطورة من دراجة هوائية كانت تعرف قديماً باسم “الدراجة الآمنة”، وتتسم بعجلتين متساويتي الحجم في الأمام والخلف، وآلية دفع بالعجلة الخلفية تتم بواسطة دواسات دفع بالأقدام. والأخيرة بدورها تطورت عن دراجة ذات عجلات عالية، ظهرت الى الوجود كسلالة أكثر تطوراً من دراجة تسمى “محطمة العظام” ظهرت في حوالي عام 1800. وتستخدم هذه الدراجة عجلات ذات أطواق حديدية، فيما كانت آلية دفعها تتم من خلال تحريك القدمين على الأرض لتوفير قوة الدفع. وقد أطلق عليها اسم “محطمة العظام” نظراً لظهرها المؤذي وجنوحها لدهس سائقيها.
وينسب للمخترع الألماني جوتليب ديملر الذي أسس مع كارل بنز شركة “ديملر بنز”، الفضل في اختراع أول دراجة نارية في العالم في عام ،1885 وهي دراجة بعجلتين واحدة في الأمام والثانية في الخلف، ولكنه أضاف اليهما عجلتين صغيرتين أخريين واحدة في كل جانب بهدف تعزيز ثبات الدراجة.
بنيت هذه الدراجة من الخشب في معظمها في حين زينت عجلاتها الخشبية أيضا بأطواق معدنية. وكان مساعد ديملر في صناعة هذه الدراجة ولهيلم مايباخ الذي كان منهمكاً وقتها في اختراع الكاربوريتر البخاخ.
وزود ديملر دراجته النارية بمحرك مؤلف من اسطوانة واحدة، ويعمل بالبترول، وهي تعد أول مركبة تعمل بالبترول في العالم، وبعد ذلك هيمن الصناع البريطانيون على أسواق الدراجات النارية، الى أن جاء اليابانيون بقيادة “هوندا” ليهيمنوا على الساحة في أواخر الستينات وأوائل السبعينات من خلال انتاجهم السريع والرخيص.
لكن اذا وصفت المركبة ذات العجلتين المدفوعة بالبخار بالدراجة النارية، فذلك يعني ان أول دراجة نارية في العالم ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1867 في المعارض وحلقات السيرك في شرقي الولايات المتحدة، وصانعها هو سلفستر هوارد روبر من روكسبري في ولاية ماساشوسيتس.
وهناك نموذج من هذه الدراجة لا يزال موجوداً حتى اليوم، ويعود تاريخ صنعه الى عام 1869. وجهزت تلك الدراجة بمحرك من اسطوانتين يعمل بالفحم النباتي، ويدفع الدراجة بوساطة العجلة الخلفية.
ومعظم التطورات التي حدثت خلال تلك الحقبة المبكرة من تاريخ الدراجات النارية، ارتكزت على تصاميم ثلاثية ورباعية العجلات للدراجة، نظراً لصعوبة تطوير دراجات ثنائية لا يخشى من سقوطها.
التطور المهم التالي كان عبر دراجة “ميليت” التي ظهرت في عام ،1892 وهي دراجة ثنائية العجلات ومزودة بمحرك مؤلف من خمس اسطوانات كانت تدور مع العجلات في حين شكل ال “كرانكشافت” المحور الخلفي للدراجة.
غير ان أول نجاح حقيقي في تصنيع دراجة نارية كان في عام 1894 من خلال دراجة “هايلدبراند آند وولفمولر” في ميونيخ. وحملت تلك الدراجة محركاً مؤلفاً من اسطوانتين متوازيتين تم تركيبه أسفل الهيكل وزود بمبرد مائي وخزان مياه في أعلى الرفرف الخلفي.
وفي عام 1895 تمكنت شركة “دوديون بوتون” الفرنسية من اختراع المحرك الذي جعل من انتاج الدراجات النارية بكميات تجارية واستخدامها على نطاق واسع ممكنا، وهو محرك صغير وخفيف ويتسم بسرعة دوران كبيرة، كما تم تجهيزة ببطارية ونظام اشعال. ويستحق محرك “دو ديون” ان يحمل لقب “أم محركات الدراجات النارية”.
وكان ذلك المحرك مؤلفاً من اسطوانة واحدة وبلغت سعته 138 سنتيمتراً مكعباً، في حين بلغت قوته نصف حصان. وبعد ذلك شاع استخدام هذه المواصفات في كل مكان من الهند حتى الولايات المتحدة. ويقال إن أول دراجة انتاج تجاري في الولايات المتحدة، والتي تسمى “أورينت ستار” وهي من صناعة شركة “ميتز” في ماساشوسيتس، كانت تستخدم نسخة مطابقة لمحرك “دو ديون بوتون” الفرنسي.